نزول الوحي

فخاف محمد بن عبد الله خوفاً شديداً، وارتجف فؤاده، وخرج من الغار مسرعاً نحو بيته لم يتمالك نفسه.. وحين رأته زوجته على تلك الحال أشفقت عليه، فلما قصّ عليها ما جرى معه لم تجزع، بل استبشرت وقالت له: لن يخزيك الله أبداً يا ابن العم لأنك على خلق عظيم.

ثم اقترحت عليه أن يذهبا إلى ابن عمها ورقة بن نوفل وكان على المسيحية، ويقرأ الإنجيل. فلما سمع من محمد بن عبد الله بشرّه بأنه نبي هذه الأمة وأنّه آخر الأنبياء. كما أخبره بأنّ قومه سوف يكذبونه، ويخرجونه من بلده. فعجب النبي صلى الله عليه وسلم لهذا الكلام، لأنّ قومه كانوا يحبّونه ويحترمونه ويعرفون صدقه ويلقّبونه الأمين ويضعون عنده حوائجهم التي يخافون عليها. فتساءل: ((أو مخرجيّ هم؟)) قال ورقة: نعم؛ فما جاء رجل بمثل ما جئت به إلا كذّبه قومه وآذوه

السابق

          عودة لنشاط التربية الإسلامية