نزول الوحي

لما بلغ محمد بن عبد الله قريباً من أربعين سنة صار يتعبد الله تعالى على دين إبراهيم عليه السلام، فكان يعتكف منفرداً في غار جبل حراء المطلّ على مكة المكرمة والكعبة المشرّفة يبقى هناك الليالي العديدة يتأمل في خلق الله وفي ملكوته.. وكانت خديجة تعنى بتحضير الزاد له، وتتلهف إلى لقائه كلما غاب وتنتظر عودته.

وفي إحدى ليالي رمضان بينما كان في سبحاته وتهجداته إذ فاجأه ملك الوحي جبريل، فقال له {اقرأ} فدهش محمد بن عبد الله وأجابه: ((ما أنا بقارئ)) لأنّه كان أمّيّاً لم يتعلم الكتابة ولا القراءة. فأخذه الملك فضمّه إليه ضمّة شديدة أحسّ بسببها كأن أضلاعه تكسّرت وجهد منه جهداً عظيماً، ثم تركه وقال له ثانية {اقرأ} فأجابه بمثل ما أجاب به أول مرة ففعل به مثلما فعل.. ثم تلا عليه قول الله تعالى:

{اقرأ باسم ربك الذي خلق* خلق الإنسان من علق*اقرأ وربك الأكرم* الذي علم بالقلم* علم الإنسان ما لم يعلم}

التالي

          عودة لنشاط التربية الإسلامية